ملخص المقال
رسالة إلى جنتي مقال بقلم أحمد عبد الحافظ يبعث فيه برسالة إلى زوجته، فما مضمون هذه الرسالة؟ وما أهمية اختيار الزوجة الصالحة؟![رسالة إلى جنتي](http://islamstory.com/images/content/tumblr_ncd9geChfn1rm3fh1o1_1280.jpg)
جنتي..تلك الكلمة التي تبعث في النفس روح السعادة والأمل.. أهدي إليها هذه الرسالة.. هذه رسالة إلى أجمل ما في وجودي.. إلى الجنة الخضراء.. إلى الثمرة الطيبة التي خرجت من المنبت الطيب.. إلى عبق المسك في هواء أتنفسه كل يوم.. إنها باختصار رسالة حب وتقدير من زوج إلى زوجته
زوجتي كل يوم يمر عليَّ معكي كأنه عام.. كل يوم يمر ازداد لكي معرفة ويزداد قلبي لكي حبًّا، وتزداد عيني لكي اشتياقًا..
زوجتي..أجمل ما رأيت في المرأة من معاني الرقة والحنان وجميل الشعور..
رقيقة هي زوجتي، وأرق ما أحب سماعه منها كلمات تلمس قلبي وتنعش حياتي: أنتَ أغلى ما في الحياة.. تلك كلمات كلما سمعها قلبي، أشعر أنني أسعد زوج على البسيطة.
لعل أجمل ما في القدر أن جمعنا من غير معرفة سابقة أو نظرة ولو كانت عابرة، لقد كانت أجمل ما قدره الله سبحانه لي في الحياة..
حقًّا إنها هدية السماء.. التي طالما حلمت بها في كل حين..
زوجتي الحبيبة، إنني أحبك، وقد أحببتك من أول يوم رأيتك فيه؛ لأنني رأيتُ فيكِ الدين والخلق الرفيع وحب الخير وطهارة النفس وسعة المعرفة بحقيقة الوجود..
لقد سمعت وقرأت عمن يعبد الله -عز وجل- حبًّا فيه خالصًا ليس طمعًا في جنته أو خوفًا من عقابه، لكني لم أرَ في الوجود مثل ذلك حتى رأيت زوجتي.. نعم، من عرف الله سبحانه حق معرفته أحبه من قلبه، وامتلأ عليه وجوده، وخالطت بشاشة إيمانه حياته، فصار يعبد الله تعالى أشد ما يعبده العارفون..
تمتلك زوجتي كثير من الصفات تجعلني أحمد الله تعالى على نعمته عليَّ، وتجعلني ازداد لها حبًّا يومًا بعد يوم..
فهي شديدة التفاؤل في الحياة، ولا يُعرف طريق في حياتها لليأس أو القنوط أو العبوس.. فهي دائمًا مبتسمة ضحوكة بشوشة.. تنظر للحياة نظرة المعجبين.. كأن الحياة شجرة خضراء نقطف منها الثمار الطيبة؛ لتكون زادًا لنا في الآخرة.. أو كأن الدنيا شجرة نستظل بظلها.. فلمَ لا نستغل هذا الظل ليكون لنا زادًا في الطريق إلى الآخرة؟
كثيرًا ما ينتابني شعور باليأس من حال أمتنا المسلمة.. وكنت أعبر عما في قلبي لها.. فتطمئن قلبي.. وتحاول أن تلفت نظري إلى ما تحمله الأمة من خير، حتى ولو كثر الخبث.. فما زالت عناصر القوة في الأمة حية، وإن غدًا لناظره قريب..
زوجتي طيبة قلبها.. وكثيرًا ما تحضني على فعل الخير والإنفاق والصدقة على الفقراء والمساكين.. أجزم أنني لم أكن ألتفت إلى هذا المعنى في الحياة؛ حتى أيقظت فيَّ هذا المعنى.. جميل أن يحيا المرء مع امرأة توقظ فيه هذه المعاني الطيبة! تركتها ذات يوم وخرجت في طريقي إلى القاهرة حيث عملي والبحث عن الرزق، وكنت -بالتأكيد- محمَّلاً بأنواع عديدة من الفاكهة، اشترتها لي أمي العزيزة، وفي الطريق إلى الشقة وعلى ناصية شارع الهرم وعلى الجانب الأيمن من كايرو مول الشهير وجدت امرأة تحمل أطفالاً لها، تبحث لهم عن لقمة عيش، وعندما رأيت ذلك المنظر تذكرت كلمات زوجتي وعظم أجرالله تعالي للعبد المنفق، فإذا بي أُخرج ما كنت أحمل من الفاكهة، وأعطيتها إياها.. وكان أجرًا أسأل الله تعالى أن يملأ به كتاب زوجتي يوم الدين.
لقد تمنيت أشياء كثيرة في حياتي، وما تمنيت شيئًا إلا أعطاني الله تعالى إياه، وهذا فضل ومنة من الله تعالى عليّ، دائمًا ما كنت أدعو الله سبحانه أن يرزقني الزوجة الصالحة، وأن يعطيني ما أتمناه من صفات خُلقية وخَلقية، كان هذا الحلم يراودني كثيرًا.. وها هي الأيام تمر.. وتكون أول نظرة بيننا في حياتنا، ويكون أول اللقاء الذي يجمع بيننا، ودار بيننا الحديث.. وها هو قلبي يقول: تلك ما كنت أتمناه.. تلك هدية السماء فلا تفرط فيها.
إني أحمد الله تعالى على هذه النعمة؛ لأنني رأيت فيها الزوجة الصالحة التي أرى فيها جنة الدنيا والآخرة..
الزوجة الصالحة هي -والله- أعظم نعمة في الوجود، كيف لا وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ".
وهل تكون السعادة إلا بالزوجة الصالحة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء. وأربع منالشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء".
فزوجتي هي خير ما أهداني الله في الحياة.. فما رأيتها إلا والإيمان في وجهها، وما اقترحت عليها عبادة من صيام أو صدقة أو دعوة إلى الله تعالى إلا ورأيتها سبّاقة إلى الخير والدعوة إلى الله سبحانه، بل وتزيدني تحفيزًا وتشجيعًا، وما أمرتها أو نهيتها إلا ورأيتها وقّافة عند حدود الله تعالى.
لقد تملكت عليّ حياتي وقلبي، حتى وددت ألا أبعد عنها ولا أفارقها.. لقد رأيت فيهاالزوجة والأم والأخت.. فهي دفء الزوجة وحنان الأم ورحمة الأخت.
إن من نعمة الله تعالى أن رزقني هذه الزوجة النقية التقية، ورزقني معها نعم الأبوان! ما رأيت أعطف منهما، لا أحنّ منهما عليَّ بعد أمي الحنون وأبي العطوف.
إني أحب والديها كثيرًا، وأحب أن أجلس معهما ولا أملّ..
حقًّا،إن نعمة الزوجة الصالحة خير النعم، وإن زوجتي هي خير ما أنعم الله تعالى به عليّ،فبارك الله تعالى فيها وحفظها..
أن الا أمدح في زوجتي، ولا أتزيد عليها أو أتملق في كلماتي عنها، فلا أدَّعِي أنها مَلَكٌ من السماء لا يُخطئ، فهي بشر يعتريها النقص وكل ابن آدم خطّاء، وإنماالمؤمن للمؤمن مرآة يرى فيها عيوبه ويقوِّم فيها اعوجاجه، وهل هناك صديق خير من الزوج مع زوجته أو الزوجة مع زوجها؟ وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رضِيَ مِنْهَا آخَرَ".
فما قصدت مما ذكرت من صفات حسنة، أن ينظر كل زوج إلى ما في زوجته من كل شيء جميل، وأن يرى الوجود معها جميلاً، وأن يقوّم اعوجاج زوجته بما لا يكسرها؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ، وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا، وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا".
زوجتي كتب الله تعالى لنا أن نختلف كثيرًا، ولكن ذلك لا يهم؛ فحبنا يزداد بعد كلِّ موقف عن ذي قبل..
وكتب الله تعالى أن تبعد بيننا المسافات أيامًا كثيرة.. ولكن ذلك لا يهم، فأنتِ في القلب محفورة، وفي الصدر محفوظة، وعيني تزداد لكِ شوقًا كل يوم..
وأخيرًا تلك الكلمات قلتها من كل قلبي صادقًا، وأسأل الله تعالى أن يفيض قلب كل إنسان بما هو خير منها.. الزوج لزوجته، والزوجة لزوجها..
جنتي ..هي أول كلمة بدأت بها تلك الكلمات.. وأحب أن أختم بها..
فحقًّا..زوجتي جنتي.
التعليقات
إرسال تعليقك